قبل أيام قليلة احتفلت جمعية مودة الخيرية بيوم المرأة العالمي الذي يوافق الثامن من شهر مارس من كل عام، حيث يحتفل العالم بكفاح المرأة في مختلف ميادين الحياة من أجل تحقيق حياة كريمة لها ولأسرتها وللنهوض بمجتمعها، في هذا السياق تستمر جهود المجتمع بالمملكة في دعم المرأة السعودية وتمكينها اقتصادياً واجتماعياً متمثلاً في الجمعيات الخيرية التي تعمل في هذا السياق وعلى رأسها جمعية مودة الخيرية بالمملكة.
حيث ساهمت جمعية مودة الخيرية في تغيير شكل الحياة الاجتماعية بالمملكة من خلال مواجهتها لعدد من المشاكل الاجتماعية التي تواجه الأسر في المملكة وتتسبب في التفكك الأسري وما يترتب عليه من آثار ضارة على الفرد والمجتمع، فقدمت الجمعية رؤية جديدة تتضمن ايجاد حلول جذرية للمشكلات التي تواجه الأسرة من خلال توفير الدعم القانوني والحقوقي وإنشاء مبادرات وأفكار ذات قيمة لاحتواء الأوضاع، ووقاية المجتمع من خلال تأهيل المقبلين على الزواج، فدشنت الجمعية مجموعة من الأفكار والمشاريع والصناديق بما في ذلك " الحاضنة القانونية، وعون، ومبادرة مودة العطاء " سوف نتناول هذا المقال جانب من جهود الجمعية من خلال عرض رؤيتها وأهدافها وأهم انجازاتها في المجتمع السعودي.
وتحمل جمعية مودة الخيرية رؤية إنسانية مفادها " أسرة مترابطة ومجتمع آمن ومستقر" فهي تستهدف خلق مجتمع متضامن مبني على أسرة سليمة البنية من خلال الحد من حالات الطلاق وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع، وتأسيس مجتمع يقدر التماسك الأسري وواعي بالتشريعات والاجراءات المنظمة للعلاقات والحقوق الإنسانية.
وانطلاقاً من هذه الرؤية الإنسانية التي تستهدف المحافظة على نواة المجتمع "الاسرة" تقدم مودة خدمات متنوعة منها الاستشارات الاجتماعية والقانونية والدعم الحقوقي والتدريب المهني والحرفي من خلال تنظيم برامج التأهيل الوظيفي والدورات والمحاضرات التوعوية والتطويرية وتأهيل المقبلين والمقبلات على الزواج بجانب تقديم الإعانات النقدية والعينية لمستحقيها وإجراء الابحاث والدراسات اللازمة.
وتضع مودة نصب عينها الأسرة السعودية بجميع أحوالها سواء كانت مستقرة أو مفككة فهي تستهدف المقبلين والمقبلات على الزواج والجهات الحكومية والأهلية ذات الصلة والمطلقات ومن في حكمهن من المعلقات والمهجورات وأولادهن.
وتركت جمعية مودة الخيرية بصمتها في الحياة الاجتماعية السعودية وما زالت وذلك من خلال مجموعة من الانجازات التي تمثلت في إنشاء الجمعية لتحالف خيري ضم مجموعة من المؤسسات الخيرية والحكومية لدعم دراسة الاجراءات المنظمة للطلاق وما يترتب عليه من آثار على الأبناء والزوجة وذلك في عام 2010. في سياق متصل تبنت وزارة العدل مجموعة من المقترحات التي قدمتها الجمعية بما في ذلك مشروع نفقة، وتوفير مراكز مؤهلة لتنفيذ أحكام الزيارة والحضانة.
وكانت جمعية مودة رائدة في كثير من الأفكار بما في ذلك برنامج الحاضنة القانونية الذي يستهدف تأهيل خريجات الشريعة والقانون والحقوق لتقديم الاستشارات القانونية للمرأة والدفاع عنها أمام القضاء في القضايا الأسرية حيث أهلت الجمعية 300 مستشارة قانونية، ساهمن في تقديم ما يقارب 33 ألف ساعة من الاستشارات القانونية التطوعية.
وكان لتميز الجمعية في العمل الحقوقي أصبحت الجمعية تمثل مؤسسات المجتمع لدى هيئة الخبراء في مجلس الوزراء حيث اشتركت مودة في عدد من اللجان المختصة بدراسة مشاريع القرارات المتعلقة بالأسرة بما في ذلك مشاركتها في اللجان المعنية بوضع ضوابط تزويج القاصرات.
كما دشنت الجمعية صندوق "عون" الذي ساعم في توظيف 550 مستفيدة واستفادت منه 5413 فرد من الأسر، بالإضافة إل تدريب 1568 متدربة على البرامج التوعوية، وأهل الصندوق 1848 شاب وشابه مقبلين على الزواج وقدمت الجمعية 826 استشارة اجتماعية.
وخلال جائحة كورونا لم تتوقف جهود الجمعية إنما قدمت مساعداتها للأسر المستحقة من خلال توفير عدد 890 من السلاسل الغذائية، وعدد 50 سلة من المستلزمات الطبية وسداد ايجارات سكن لعدد من العائلات المستحقة، ساهمت مبادرة مودة العطاء في سد احتياج 5482 فرد.
وبالتالي هناك تناسق تام بين الجهود المقدمة من جمعية مودة الخيرية وسياسية المملكة الخاصة بالمرأة حيث شهدت المملكة مسيرة اصلاحات اجتماعية واقتصادية واجتماعية كبيرة منذ عام 2015 كما تستهدف المملكة جعل المرأة السعودية ركيزة أساسية من ركائز التنمية في خطة المملكة لعام 2030، كما اختارت الجامعة العربية الرياض لتكون عاصمة المرأة العربية عام 2020، ولا شك أن تلك الجهود الدولية والإقليمية والحكومية الخاصة بالمرأة تحفز المجتمع على تقديم المزيد من العون والمساعدة لها وهذا ما تقوم به جمعية مودة الخيرية التي تستهدف تأهيل المرأة السعودية لتكون عنصراً فاعلاً ومؤثراً لأسرتها ووطنها.