مبادرة بيت مودة ( شمل ) للزيارة الأسرية
الهدف العام
تهدف المبادرة إلى تفعيل تنفيذ أحكام الحضانة وزيارة ورؤية المحضون في مكان ملائم اجتماعياً ونفسياً وامنياً للحالات التي لا تتوفر لها فرص رؤية والديهم نتيجة الخلافات الزوجية أثناء وبعد الطلاق أو بسبب عدم توفر مكان ملائم للرؤية.
الرؤيــة
أن يكون بيت مودة البيئة النموذجية والمثالية لمراكز تسليم المحضونين وتهيئة الزيارة الأسرية في المملكة العربية السعودية.
الرســالة
تحقيق مصلحة المحضون ، والمحافظة على تماسك الأسرة ، وحقوق أفرادها في جميع الأحوال.
القيم الاساسية
- المهنية والتخصص في العمل الخيري الاجتماعي.
- تقدير احتياجات الأفراد وحقوقهم الشرعية والقانونية والاجتماعية.
- الإيمان بالعدالة الاجتماعية بين الأفراد.
- احترام خصوصية الأفراد والأسرة ومشكلاتهم العائلية.
نبذة عن المبادرة
تتلخص فكرة مبادرة بيت مودة للزيارة الأسرية في إتاحة تنفيذ أحكام الحضانة والزيارة الصادرة من المحاكم الشرعية في مكان مهيأ أمنياً ونفسياً ليلتقي فيه الوالد أو الوالدة (غير الحاضن) بأبنائهما في بيئة نموذجية يسودها الجو الأسري والأمني والصحي والترفيهي ، بحيث يقوم هذا المركز بالإشراف على تنفيذ عملية استلام وتسليم الأطفال بموجب أحكام الحضانة والزيارة , وتسهيل عملية الرؤية الو الدية التي تحكم بها المحكمة في حالة عدم اتفاق الزوجين على مكان ووقت محدد لرؤية الأطفال في فترة الحضانة كونها حق للوالدين وحق لأبنائهما حتى في حالات الطلاق أو الانفصال المؤقت بين الزوجين ، كما يوفر المشروع المكان الملائم للأطفال الذين لا تتوفر لهم فرص رؤية والديهم بسبب عدم توفر مكان ملائم للرؤية.
وستكون عملية تشغيل المشروع تحت إشراف متخصصين في المجالات الاجتماعية والنفسية والتربوية والشرعية والقانونية ، بما يحقق التواصل العائلي ويعزز الأمن العاطفي للأطفال أثناء فترة الحضانة.
وتعد هذه المبادرة بديلاً لما هو متبع حالياً في عملية تنفيذ الأحكام الأسرية في (إدارات تنفيذ الأحكام الحقوقية في مراكز الشرطة ) والتي ينحصر دورها فقط في استلام وتسليم الأطفال وتنفيذ عملية زيارة ورؤية الأطفال داخل مراكز الشرطة ومن ثم إعادتهم لمن له حق الحضانة ،خصوصاً في حالة وجود نزاع بين الطرفين المنفصلين (الوالدين)
حيث يلاحظ أن الأحكام القضائية لزيارة الأطفال المتنازع عليهم بين الوالدين لا تحقق الهدف المرجو منها من حيث الخلافات المستمرة بين الوالدين ، ومن حيث تقبل الأطفال لمكان أو لوقت و مدة الزيارة عند أحد الوالدين ، لذلك يواجه تنفيذ الأحكام نوعاً من الرفض والمقاومة بما يؤثر سلبياً على الأطفال ، لذلك فإن تحديد مكان ملائم لتنفيذ أحكام الزيارة بعيداً عن بيئة أحد الوالدين التي قد تذكر الأطفال بالظروف القاسية للطلاق سيساهم بشكل ايجابي في حلّ إشكالية مقاومة التنفيذ بحيث يتم تنفيذ أحكام الزيارة في مكان محايد وآمن ومقبول اجتماعياً ، ومريح نفسياً للوالدين والأطفال.
من هذا المنطلق ، ستعالج مبادرة بيت مودة للزيارة الأسرية الوضع غير الإنساني المتبع حالياً في تنفيذ أحكام الرؤية والزيارة واستلام وتسليم المحضون والتي تتم حالياً في مراكز الشرطة ورغبة من جمعية مودّة في إنجاز هذه المبادرة وفقاً للأصول المهنية السليمة ولضمان تحقيق التنسيق والتكامل مع الأجهزة الحكومية ذات العلاقة بتنفيذ أحكام الحضانة والزيارة والرؤية ، فقد قامت الجمعية بالتواصل مع وزارة الشؤون الاجتماعية والتي أكدت أهمية هذه المبادرة في توفير مكان وآلية مناسبة تحقق مصلحة المحضون ، وتعزز من التواصل الأسري وضمان حقوق الوالدين والأطفال خاصة حقوق المرأة المطلقة التي تعتبر الطرف الأكثر معاناة في هذه القضايا.
كما قامت الجمعية بالتنسيق مع الإدارة المختصة في تنفيذ الأحكام الحقوقية التابعة لشرطة منطقة الرياض ,وذلك لطلب تبني وتنفيذ هذه المبادرة التي تسعى إلى تفعيل تنفيذ تلك الأحكام بطريقة نموذجية تلائم احتياجات التواصل الأسري ، وقد حصلت الجمعية على موافقة وتأييد إمارة منطقة الرياض ، وشرطة منطقة الرياض
كما تم التنسيق مع وزارة العدل من خلال المحكمة العامة بالرياض لتحويل عدد من الحالات للجمعية لإيجاد حل للمشكلة الزوجية بينهما فيما يتعلق بحضانة الأطفال ونتيجة لهذه الجهود تم إعداد الإطار العام للمشروع والعناصر الرئيسية لتنفيذه
ما هو الدافع الى اطلاق مبادرة بيت مودة ؟
تعتبر المبادرات الخيرية في المجال الاجتماعي من أبرز الخدمات التي يمكن أن تقدمها الجمعيات الخيرية للمجتمع وخاصة تلك المبادرات الريادية كمبادرة بيت مودة للزيارة الأسرية ، والتي جاءت لتلبي حاجة ملحة من حاجات المجتمع ، والمساهمة بشكل فاعل في المحافظة على تماسك الأسرة ، وحقوق أفرادها في كل الأحوال وفقاً للمبررات التالية :
أولاً : المبررات الاجتماعية
- دعم توجهات الدولة في الاهتمام بقضايا المرأة والأطفال، واستقرار الأسرة والمجتمع.
- تحقيق مصلحة وسلامة المحضون وتعزيز الأمن النفسي والاجتماعي لأطفال النزاع الأسري ، وضمان توفر أساليب التربية والتوجيه والتنشئة الاجتماعية السوية لهم من الوالدين
- المحافظة على التواصل الأسري ، وحفظ حقوق الوالدين في رؤية أطفالهم في حالات النزاع الأسري والطلاق.
- المساهمة في حماية الأطفال من الجريمة و الانحراف نتيجة التفكك الأسري (ويتم ذلك عن طريق الملاحظة المباشرة عند الاستلام والتسليم ، حيث يتم تتبع الحالات بشكل مباشر وسلس دون شعور الأبوين والأبناء بأنهم تحت الملاحظة وبالتالي محاولة حل بعض المشكلات بشكل غير مباشر حيث يرفض الكثيرون اللجوء الى مرشد اجتماعي أو أسري مما يؤدي إلى تفاقم المشكلات التي تنعكس سلباً على الأطفال وتؤدي إلى إنحرافهم وجنوحهم ،حيث تشير إحدى الدراسات إلى أن 80% من نزلاء دور الملاحظة الاجتماعية ممن ارتكبوا جرائم مختلفة إباؤهم منفصلون.كما أن 28% من المطلقات تركزت مشكلاتهن الرئيسية في انحراف الأبناء نتيجة تخلي الأب الكامل عن مسئوليته تجاههم
- المساهمة في حماية المرأة من العنف والإيذاء اللفظي والجسدي والذي قد يحدث عند إستلام أو تسليم الطفل ، اضافة الى حمايتها من العنف الذي يأتي لأسباب قانونية مثل الحالات التي تتعلق بتنازلها عن بعض حقوقها المالية مقابل حضانة أو رؤية أطفالها.
- المساهمة في الحد من أشكال الإيذاء والعنف الأسري ضد الأطفال أثناء النزاع وبعد الطلاق وتشمل ( الإهمال وسوء المعاملة ، الإيذاء العاطفي ، الإيذاء الجسدي ، الإيذاء الجنسي … الخ ).
- تعزيز مفاهيم حقوق الإنسان لدى الطفل والتي تشمل “حق المساواة ، حق الإنسان في العيش بأمان ، حق الكرامة ، حق العدالة “
ثانياً : المبررات القانونية
- يتوافق هذا المشروع مع نظام الجمعيات والمؤسسات الخيرية في المملكة، حيث لا يوجد أي موانع نظامية أو قانونية لإنشاء لمثل هذه المبادرات.كما أنه يتفق مع توجهات وزارة الشئون الاجتماعية لتنفيذ أحكام الحضانة في المراكز التابعة لها ، ويتفق كذلك مع توجهات وزارة العدل في تطوير الإصلاح الأسري . لذا فإن هذه المبادرة ستعمل على اختصار الوقت والجهد على الأجهزة الحكومية الراغبة في إنشاء مراكز مشابهه لإستضافة تنفيذ أحكام الرؤية والزيارة ، بتوفير نموذج حي يحتذى به لما يجب أن تكون عليه مثل هذه المراكز.
- تحقيق أهداف المطالب الاجتماعية والقانونية والأمنية لتفعيل وتحسين إجراءات تنفيذ أحكام الحضانة في ظل المشكلات الأسرية المستمرة بعد الطلاق والتي يذهب ضحيتها الأطفال.
- تسهيل الإجراءات القضائية للطلاق ، وأحكام الحضانة خاصة فيما يتعلق بتحديد وقت ومكان الزيارة ورؤية واستلام المحضون، وتسليمه، وتقدير نفقته.
- تفعيل الحق الشرعي والقانوني والاجتماعي للوالدين بالزيارة والرؤية بدون إكراه أو مساومة خاصة في ظل تزايد حالات طلب الحضانة من المحاكم.
- توفير مكان ملائم ومناسب لزيارة المحضون بخلاف مكان إقامة الطفل سواء كانت الحضانة بيد والده أو والدته ، أو الزيارة في الأماكن العامة مثل المدرسة أو المستشفى أو دور الرعاية الاجتماعية أو الشرطة أو المحكمة.
- ضمان المسؤولية القانونية عن الطفل المحضون أثناء الزيارة بحيث لا يتعرض للإيذاء أو التهديد من أحد الوالدين أثناء فترة الرؤية والزيارة.
ماهي مزايا مبادرة بيت مودة ؟
تركز مبادرة بيت مودة بشكل عام على بناء بيئة أسرية نموذجية يتحقق معها أهداف التواصل العائلي بين الوالدين والأطفال من خلال عدد من المميزات. من أبرزها :
- توفر عنصري الأمن والراحة النفسية لدى الأطفال المحضونين ، مما يجعل فترة الزيارة والرؤية تتم في بيئة آمنة وراحة نفسية تامة.
- تجنب المبادرة الطفل المعاناة النفسية الرهيبة ذات العواقب الوخيمة على شخصيته وامنه النفسي نتيجة استلامه وتسليمه في مراكز الشرطة
- تتوافر في المبادرة خدمات استشارية وتوعوية تلائم احتياجات الوالدين والأبناء في فترة النزاع والطلاق، إضافة إلى توفر خدمات ترفيهية خاصة بالأطفال.
- يمكن أن تقدم المبادرة خدماتها في أوقات مناسبة للأسرة والأطفال أثناء عملية الزيارة والرؤية(كأن يكون متاحاً ومفتوحاً في الفترة المسائية أو في عطلة نهاية الأسبوع).
- تخضع المبادرة لإشراف جهة ذات صفة رسمية محددة تتمتع بالثقة الحكومية والمجتمعية.
الآثار الاجتماعية للمبادرة
ستكون للمبادرة عدد من الآثار الاجتماعية ، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- تقدم هذه المبادرة هوية جديدة تعبر عن تطور العمل الخيري في المملكة العربية السعودية ، بما يعزز الدعم المستمر اجتماعياً للمبادرات الخيرية في مختلف مناطق المملكة.
- التأكيد على دور الجمعيات الخيرية في تطوير البرامج التنموية الحديثة بدلاً من برامج الرعاية الاجتماعية التقليدية.
- تقديم صورة حضارية مشرفة عن احترام حقوق الإنسان وحقوق الطفل في المملكة وفق خدمات اجتماعية مهنية تقدم خدمات الرعاية الاجتماعية لأطفال النزاع الأسري ووالديهم.
- ستحد المبادرة بمشيئة الله من اتساع دائرة النزاعات الأسرية والزوجية المستمرة من حيث إمتناع أو مماطلة أحد الوالدين في الالتزام بتنفيذ أحكام الزيارة نكاية بالطرف الآخر.
- مساعدة المجتمع في المحافظة على التواصل الأسري ،وإستقرار الأسرة وحقوق أفرادها في كل الأحوال.
- تقدم المبادرة صورة ايجابية تفاؤلية حول الزواج ومفهوم الأسرة في كافة أحوالها (أثناء الزواج أو بعد الطلاق) بما يخلق تفهمهم الايجابي للمشكلات الزوجية والعلاقات الأسرية.
- تضمن المبادرة السلامة النفسية والجسدية لأطفال النزاع الأسري ممن يعانون من عنف أو إنحراف أحد الوالدين ، كما تحد هذه المبادرة من تهرب أو مماطلة الوالدين في مثل هذه الحالات في تطبيق أحكام الرؤية والزيارة نتيجة توفر مظلة رسمية امنة لتنفيذ هذه الأحكام.
- توفر هذه المبادرة فرصاً وظيفية للعاملين في تخصصات علم النفس ، علم الاجتماع ، الخدمة الاجتماعية ، والقانون بشكل عام ، كما انه عند التشغيل سيكون عاملاً مساعداً في زيادة الاستفادة من الخبرات الاستشارية المحلية في مجال الدراسات الاجتماعية والأسرية بما يسهم في تنمية المجتمع.